ما هو الذهان النفاسي؟ أو ذهان ما بعد الولادة؟ ما هي أعراضه، أسبابه، علاجه، وكيفية الوقاية منه؟
الذهان النفاسي هو اضطراب نفسي خطير بعد الولادة
 |
| ذهان ما بعد الولادة |
أعراض وأسباب ذهان ما بعد الولادة
يختلف ذهان ما بعد الولادة عن كآبة ما بعد الولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة. هذا اضطراب نفسي خطير يحدث غالبًا في غضون أسبوع من الولادة. يتميز بحالة من الارتباك والهذيان الذي يمكن أن يعرض الأم للخطر وكذلك طفلها.
التفاصيل ضمن هذه المقالة.
1/ ذهان ما بعد الولادة: ما هو الذهان النفاسي؟
الذهان النفساني أو الذهان التالي للوضع هو شكل من أشكال الذهان يصيب حوالي واحدة من كل ألف امرأة (1/1000)، وغالبًا في غضون أسبوع بعد الولادة. في معظم الأوقات، لا توجد علامات تحذيرية للإصابة بالذهان ما بعد الولادة، وتظهر الأعراض بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ خلال الشهر الأول بعد الولادة. غالبًا ما يصيب النساء التي ولدن لأول مرة، أي أثناء الحمل الأول.
2/ أعراض ذهان ما بعد الولادة
يتسبب هذا الاضطراب النفسي الخطير لدى المرأة التي ولدت لتوها، في أوهام تتعلق بالولادة والعلاقة بطفلها. يمكن أن تبدأ بحالة اكتئاب ما بعد الولادة أو إرهاق شديد، ثم تظهر بسرعة بحالة "تشبه الحلم المرتبك (confuso-onirique)" والتي ترتبط بما يلي:
- حالة وهمية تتمحور حول العلاقة بين الأم والطفل مع خطر قتل الأطفال (في 4٪ من الحالات).
- الارتباك والهوس العقلي.
- هلوسات (بصرية أو سمعية أو تخديرية).
- اضطرابات المزاج (الاكتئاب أو نوبة الهوس) مع خطر الانتحار (في 5٪ من الحالات).
- التعب الشديد، فقدان الوزن، اضطرابات النوم.
- معاناة شديدة.
3/ أسباب ذهان ما بعد الولادة
فترة ما بعد الولادة هي فترة تكيف للأم الشابة، كما هو الحال في هذه العلاقة الجديدة مع طفلها، وكذلك على المستوى الأسري والاجتماعي والنفسي والهرموني والجسدي. هذا تغيير مهم جدا يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية للأم.
لا يوجد سبب واحد فقط، بل العديد من الأسباب وعوامل الخطر للذهان النفاسي:
- عند إنجاب الطفل الأول (الحمل الأول) في 70٪ من الحالات.
- تاريخ شخصي وعائلي من الأمراض النفسية (اضطرابات المزاج).
- التغيرات الهرمونية.
- وجود سوابق عائلية للذهان النفاسي (كإصابة الجدة أو الأم أو الخالة بـ ذهان ما بعد الولادة).
- شخصية غير ناضجة (أو الأمومة خلال فترة المراهقة على سبيل المثال).
- حمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه.
- الوحدة والبعد عن الأسرة.
- ولادة صعبة (أو ولادة مبكرة).
- تاريخ من الولادة القيصرية أو وفاة الطفل أثناء الولادة.
- الصدمة النفسية في مرحلة الطفولة (العنف الجسدي أو الجنسي، على سبيل المثال).
4/ ما هو المسار المحتمل لتطور ذهان النفاس؟
الذهان النفاسي له مسار إيجابي للشفاء في معظم الأوقات، دون يتكرر في الولادات المستقبلية. ومع ذلك، فإنه يتطلب رعاية متخصصة ومراقبة خاصة، خاصة في الأشهر التالية للولادة وأثناء الحمل في المستقبل.
حتى لو بقيت المضاعفات في الأقلية من النساء التي أصبن بالذهان النفاسي، يمكن أن:
- يتكرر في 20٪ من حالات الحمل اللاحقة.
- مرض الهوس الاكتئابي.
- انفصام فى الشخصية.
- الهوس الشبقي أو جنون العظمة.
5/ العلاج المناسب للذهان ما بعد الولادة
يعتبر الذهان النفاسي حالة نفسية طارئة تتطلب إدارة متخصصة فورية منذ ظهور الأعراض الأولى. بسبب خطر قتل الأطفال والانتحار، فإن الاستشفاء، ويفضل أن يكون ذلك في وحدة الأم والطفل، ضروري لحماية الأم والطفل.
الأدوية (مثل مضادات الذهان ومزيلات القلق) تستخدم لتهدئة القلق وإدارة الأعراض الوهمية التي يمكن أن تستمر لعدة أشهر. تتيح الرعاية متعددة التخصصات من قبل الأطباء النفسيين وعلماء النفس وأطباء النساء والقابلات والممرضات علاج الأم والحفاظ على العلاقة مع طفلها من خلال تعليمها تدريجيًا كيفية العناية به بأمان. بعد ذلك، سيتم تقديم استشارات منتظمة وعلاج من تعاطي المخدرات لرصد التقدم وخاصة للحد من التكرار.
لمنع ظهور الذهان النفاسي (ذهان ما بعد الولادة)، يُنصح بما يلي:
- أحيطِ نفسك بشبكة دعم أثناء الحمل، وخاصة عند العودة إلى المنزل بعد الولادة (العائلة والأصدقاء والمهنيين).
- تحدث عن قلقك أو إرهاقك أو اكتئابك مع طبيبك أو طبيب الأطفال أو القابلة.
- لا تبقِ وحدك.
- خذي وقتا لنفسك، خذي قيلولة، استريحِ متى ما أمكن ذلك.
- ممارسة أنشطة الاسترخاء مثل التأمل، والاسترخاء، واليوغا أو حتى الحصول على تدليك.